صحة دجاجك هي أساس نجاح مشروعك، لكن بعض أمراض الدجاج قد تدمر القطيع في أيام قليلة إذا لم يتم التعامل معها بجدية. فالمربي الواعي يدرك أن الوقاية دائمًا أسهل وأقل تكلفة من العلاج، وأن المعرفة المسبقة بأعراض الأمراض وخطورتها قد تنقذ المزرعة من خسائر فادحة.
في هذا المقال، سنأخذك في جولة شاملة للتعرف على أخطر 7 أمراض تصيب الدجاج، مع شرح مبسط لأعراض كل مرض، وأسبابه، وأهم طرق الوقاية منه. الهدف هو أن تكون مستعدًا لأي طارئ، وتحافظ على إنتاجية وصحة قطيعك طوال العام.
1. مرض النيوكاسل (Newcastle Disease)

يُعد مرض النيوكاسل من أخطر أمراض الدجاج، وهو عدوى فيروسية شديدة التأثير على الجهاز التنفسي والعصبي والهضمي للطيور. يتميز بسرعة انتشاره بين أفراد القطيع، حيث يمكن أن ينتقل عبر الهواء، أو من خلال ملامسة إفرازات الطيور المصابة، أو حتى عبر الأدوات الملوثة.
أعراض المرض تشمل العطس المتكرر، وإفرازات أنفية مائية أو لزجة، إضافة إلى صعوبة في التنفس، وقد يصل الأمر إلى شلل الأجنحة أو الأرجل في الحالات المتقدمة. كما قد يُلاحظ انخفاض في إنتاج البيض وتشوه قشرته.
خطورة المرض تكمن في سرعة تفشيه وإمكانية تسببه في نفوق أعداد كبيرة من الطيور خلال فترة قصيرة، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا لأي مشروع لتربية الدجاج.
✅ طرق الوقاية:
- الالتزام ببرنامج التطعيم الدوري ضد النيوكاسل.
- تطبيق إجراءات الحجر الصحي للطيور الجديدة قبل دمجها مع القطيع.
- الحفاظ على نظافة الحظائر وتعقيم الأدوات بشكل منتظم.
2. إنفلونزا الطيور (Avian Influenza)

تُعد إنفلونزا الطيور من أخطر أمراض الدجاج وأكثرها تهديدًا لصناعة الدواجن، ليس فقط بسبب تأثيرها المدمر على القطيع، بل أيضًا لخطورتها المحتملة على صحة الإنسان في بعض سلالاتها. ينتقل الفيروس بسهولة عبر الطيور البرية المهاجرة، أو من خلال الملامسة المباشرة للطيور المصابة، أو الأدوات الملوثة.
أعراض المرض تشمل تورمًا ملحوظًا في الوجه والرقبة، وتغير لون العرف والدلايات إلى اللون الأزرق أو البنفسجي، بالإضافة إلى ضعف شديد وفقدان الشهية، وقد يرافقه انخفاض حاد في إنتاج البيض.
خطورة المرض تكمن في معدل نفوقه المرتفع وسرعة انتشاره، إلى جانب كونه مرضًا معديًا بين أنواع مختلفة من الطيور، بل وحتى بين الطيور والبشر في بعض الحالات.
✅ طرق الوقاية:
- منع الاختلاط بين الدجاج والطيور البرية أو المهاجرة.
- التعقيم المستمر للحظائر والمعدات باستخدام مطهرات فعالة.
- مراقبة القطيع بانتظام وعزل أي طائر تظهر عليه أعراض غير طبيعية فورًا.
3. مرض الجمبورو (Gumboro)

يُعرف مرض الجمبورو، أو ما يسمى بمرض التهاب جراب فابريشيوس، بأنه عدوى فيروسية خطيرة تستهدف الجهاز المناعي للدجاج الصغير، خصوصًا في عمر 3 إلى 6 أسابيع. يضعف هذا المرض قدرة الطائر على مقاومة أي عدوى أخرى، مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الثانوية.
أعراض المرض تظهر على شكل خمول واضح وفقدان النشاط، إسهال مائي أبيض أو أصفر، فقدان الشهية، وانتفاش الريش. وفي الحالات الحادة قد يُلاحظ ارتفاع معدل النفوق بين الصغار خلال فترة قصيرة.
خطورة المرض تكمن في تأثيره المباشر على مناعة الصيصان، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة في القطيع، حتى وإن لم يكن معدل الوفاة مرتفعًا مثل بعض الأمراض الأخرى.
✅ طرق الوقاية:
- التطعيم المبكر للصيصان وفق البرنامج البيطري الموصى به.
- تنظيف وتعقيم أدوات التربية بشكل منتظم لمنع انتقال الفيروس.
- الحفاظ على بيئة صحية وجافة داخل الحظائر لتقليل فرص العدوى.
4. الكوكسيديا (Coccidiosis)

تُعد الكوكسيديا من الأمراض الطفيلية الشائعة التي تصيب أمعاء الدجاج، وهي ناتجة عن كائنات أولية مجهرية تتكاثر داخل جدار الأمعاء، مما يسبب تلفًا في الأنسجة ويؤثر على امتصاص الغذاء. ينتشر المرض بسهولة في البيئات الرطبة والمزدحمة، خاصة بين الصيصان والطيور الصغيرة.
أعراض المرض تشمل إسهالًا دمويًا أو مخاطيًا، فقدانًا ملحوظًا في الوزن، شحوب العرف، وخمولًا عامًّا. ومع تقدم الحالة، قد يؤدي النزيف الداخلي وفقدان السوائل إلى نفوق عدد كبير من الطيور.
خطورة المرض تكمن في قدرته على الانتشار السريع داخل القطيع، وخسائره الاقتصادية الناتجة عن بطء النمو وانخفاض الإنتاجية، حتى في الحالات التي لا تؤدي إلى الوفاة.
✅ طرق الوقاية:
- المحافظة على جفاف الحظيرة ومنع تراكم الرطوبة في الفرشة.
- إضافة مضادات الكوكسيديا إلى العلف بجرعات وقائية وفق إرشادات الطبيب البيطري.
- تغيير الفرشة بانتظام وتعقيم أماكن التربية للحد من انتشار الطفيليات.
5. الجدري (Fowlpox)

يُعد مرض الجدري من الأمراض الفيروسية التي تصيب الدجاج، وينتقل في الغالب عبر لسعات الحشرات مثل البعوض، أو عن طريق الاحتكاك المباشر بين الطيور المصابة والسليمة. يتميز هذا المرض ببطء انتشاره نسبيًا مقارنة ببعض أمراض الدجاج الأخرى، لكنه يسبب ضعفًا عامًا للقطيع ويؤثر على الإنتاجية.
أعراض المرض تشمل ظهور بثور وقشور صفراء أو بنية على الوجه، العرف، والدلايات، وقد تمتد إلى مناطق غير مغطاة بالريش. وفي الحالات الشديدة التي تُعرف بالجدري الدفتيري، قد تظهر تقرحات داخل الفم والحنجرة، مما يسبب صعوبة في الأكل والتنفس.
خطورة المرض تكمن في تأثيره السلبي على معدل النمو وإنتاج البيض، إضافة إلى إمكانية تفاقمه إذا لم تتم السيطرة عليه، خاصة في بيئات تكثر فيها الحشرات الناقلة.
✅ طرق الوقاية:
- التطعيم ضد الجدري وفق البرنامج البيطري الموصى به.
- مكافحة البعوض والذباب من خلال تنظيف البيئة المحيطة بالحظائر والتخلص من أماكن تكاثرها.
- عزل الطيور المصابة لمنع انتقال العدوى إلى بقية القطيع.
6. التهاب الشعب الهوائية المعدي (Infectious Bronchitis)

يُعد التهاب الشعب الهوائية المعدي من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى التي تستهدف الجهاز التنفسي للدجاج، وقد تمتد تأثيراته لتشمل الجهاز التناسلي، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج البيض وتشوه قشرته. ينتشر الفيروس بسرعة كبيرة عبر الهواء أو من خلال الأدوات الملوثة، خاصة في المزارع ذات الكثافة العالية.
أعراض المرض تشمل الكحة المستمرة، العطس، إفرازات أنفية مائية، وصعوبة في التنفس. كما يُلاحظ في الدجاج البياض انخفاض مفاجئ في إنتاج البيض وتغير شكله أو جودة قشرته.
خطورة المرض تكمن في قدرته على إصابة نسبة كبيرة من القطيع خلال فترة وجيزة، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية مباشرة نتيجة تراجع الإنتاجية وارتفاع معدل النفوق بين الصيصان.
✅ طرق الوقاية:
- التطعيم وفق البرنامج البيطري الموصى به للوقاية من الفيروس.
- التهوية الجيدة للحظائر لتقليل تركيز الغازات الضارة والرطوبة.
- الحفاظ على نظافة البيئة الداخلية للحظيرة وتعقيم الأدوات بشكل منتظم.
7. السالمونيلا (Salmonella)

تُعد السالمونيلا من أخطر الأمراض البكتيرية التي تصيب الدجاج، نظرًا لقدرتها على الانتقال إلى الإنسان عبر استهلاك البيض أو لحم الدجاج الملوث. وتنتشر هذه البكتيريا بسهولة في بيئات التربية المزدحمة أو غير النظيفة، كما يمكن أن تنتقل من الطيور المصابة إلى السليمة من خلال العلف أو الماء الملوث.
أعراض المرض تشمل إسهالًا متكررًا، فقدانًا ملحوظًا للشهية، خمولًا وضعفًا عامًا، وفي حالة الصيصان قد يحدث موت مفاجئ دون ظهور علامات سابقة. كما قد تؤثر العدوى على إنتاج البيض وجودته في الدجاج البالغ.
خطورة المرض تكمن في تأثيره المزدوج على صحة القطيع وصحة الإنسان، مما يجعله تهديدًا للصحة العامة وللاقتصاد في آن واحد.
✅ طرق الوقاية:
- النظافة الصارمة للحظائر والمعدات وتطهيرها بانتظام.
- تخزين العلف في أماكن جافة ومحكمة الإغلاق لمنع التلوث أو الرطوبة.
- عزل الطيور المصابة والتخلص الصحي من الطيور النافقة لمنع انتشار العدوى.
🟦 الخاتمة
إن الوقاية كانت وستظل دائمًا الخيار الأذكى والأوفر مقارنة بالعلاج، خاصة عندما يتعلق الأمر بصحة الدجاج وإنتاجيته. فالتعامل الاستباقي مع الأمراض، عبر التطعيمات والنظافة والمتابعة المستمرة، يحمي المربي من خسائر فادحة قد تحدث في وقت قصير.
لذلك، احرص على متابعة قطيعك يوميًا ورصد أي تغيرات في السلوك أو المظهر أو الإنتاج، فالتشخيص المبكر يمنحك فرصة التدخل قبل تفاقم المشكلة. تذكّر أن الطائر السليم هو أساس مشروع ناجح ومربح.
وإذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن جداول التطعيمات الموصى بها للدجاج وكيفية تطبيقها، فننصحك بقراءة مقالاتنا المتخصصة على موقعنا، والتي ستجد فيها دليلًا عمليًا لحماية قطيعك على مدار العام.